فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: إنه البحر المحيط بالدنيا.
وروى يعلى بن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البحر هو جهنم ثم تلا نارًا أحاط بهم سُرَادقها ثم قال: والله لا أدخلها أبدًا ما دمت حيًا ولا يصيبني منها قطرة» ذكره الماورديّ.
وخرج ابن المبارك من حديث أبي سعيد الخدريّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لسرادق النار أربع جدر كُثُف كل جدار مسيرة أربعين سنة» وخرجه أبو عيسى الترمذي، وقال فيه: حديث حسن صحيح غريب.
قلت: وهذا يدل على أن السرادق ما يعلو الكفار من دخان أو نار، وجُدُره ما وُصف.
قوله تعالى: {وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاءٍ كالمهل يَشْوِي الوجوه} قال ابن عباس: المُهْل ماء غليظ مثل دُرْدِيّ الزيت.
مجاهد: القَيْح والدّم.
الضحاك: ماء أسود، وإن جهنم لسوداء، وماؤها أسود وشجرها أسود وأهلها سُود.
وقال أبو عبيدة: هو كل ما أذيب من جواهر الأرض من حديد ورَصاص ونُحاس وقَزْدير، فتموج بالغليان، فذلك المهل.
ونحوه عن ابن مسعود.
قال سعيد بن جُبير: هو الذي قد انتهى حَره.
وقال: المهل ضرب من القَطِران؛ يقال: مَهلت البعير فهو ممهول.
وقيل: هو السم.
والمعنى في هذه الأقوال متقارب.
وفي الترمذي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {كالمهل} قال: «كعَكَر الزيت فإذا قرّبه إلى وجهه سقطت فَروْة وجهه» قال أبو عيسى: هذا حديث إنما نعرفه من حديث رِشْدِين بن سعد ورِشْدين قد تُكُلِّم فيه من قبل حفظه.
وخرج عن أبي أمامة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {ويُسْقَى مِن ماءٍ صَدِيدٍ يتجرعه} [إبراهيم: 16-17] قال: «يقرّب إلى فيه فيَكرهه فإذا أدْنِيَ منه شوَى وجهه ووقعت فَروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره يقول الله تعالى: {وَسُقُواْ مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15] يقول: {وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاءٍ كالمهل يَشْوِي الوجوه بِئْسَ الشراب وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}» قال: حديث غريب.
قلت: وهذا يدل على صحة تلك الأقوال، وأنها مرادة، والله أعلم.
وكذلك نص عليها أهل اللغة في الصحاح المهل النحاس المُذاب، قال ابن الأعرابي: المهل المذاب من الرصاص، وقال أبو عمرو: المهل درديّ الزيت، والمهل أيضًا القيح والصديد.
وفي حديث أبي بكر: «ادفنوني في ثَوْبَيّ هذين فإنهما للمهل والتراب».
و{مُرْتَفَقًا} قال مجاهد: معناه مجتمعًا؛ كأنه ذهب إلى معنى المرافقة.
ابن عباس: منزلًا.
عطاء: مقرا.
وقيل مهادا.
وقال القتَبيّ: مجلسا.
والمعنى متقارب؛ وأصله من المتّكأ، يقال منه: ارتفقت أي اتكأت على المرفق.
قال الشاعر:
قالت له وارتفقت ألاَ فتًى ** يسوق بالقوم غَزالاتِ الضُّحا

ويقال: ارتفق الرجل إذا نام على مِرفقه لا يأتيه نوم.
قال أبو ذُؤيب الهُذَليّ:
نام الخَليّ وبِتُّ الليل مُرْتَفِقا ** كأنّ عَيْنِيَ فيها الصّاب مَذبُوحُ

الصاب: عصارة شجر مرّ. اهـ.

.قال أبو حيان:

{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ}.
و{الحق} يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف، فقدره ابن عطية هذا {الحق} أي هذا القرآن أو هذا الإعراض عنكم وترك الطاعة لكم وصبر النفس مع المؤمنين.
وقال الزمخشري: {الحق} خبر مبتدأ محذوف والمعنى جاء الحق وزاحت العلل فلم يبق إلاّ اختياركم لأنفسكم ما شئتم من الأخذ في طريق النجاة أو في طريق الهلاك، وجيء بلفظ الأمر والتخيير لأنه لما مكن من اختيار أيهما شاء فكأنه مخير مأمور بأن يتخير ما شاء من النجدين انتهى.
وهو على طريق المعتزلة ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره {من ربكم}.
قال الضحاك: هو التوحيد.
وقال مقاتل: هو القرآن.
وقال مكي: أي الهدى والتوفيق والخذلان من عند الله يهدي من يشاء فيوفقه فيؤمن، ويضل من يشاء فيخذله فيكفر ليس إليّ من ذلك شيء.
وقال الكرماني: أي الإسلام والقرآن، وهذا الذي لفظه لفظ الأمر معناه التهديد والوعيد ولذلك عقبه بقوله: {إنّا أعتدنا للظالمين} قال معناه ابن عباس.
وقال السدّي: هو منسوخ بقوله: {وما تشاؤون إلاّ أن يشاء الله} وهذا قول ضعيف، والظاهر أن الفاعل بشاء عائد على {من}.
وعن ابن عباس من شاء الله له بالإيمان آمن، ومن لا فلا انتهى.
وحكى ابن عطية عن فرقة أن الضمير في {شاء} عائد على الله تعالى، وكأنه لما كان الإيمان والكفر تابعين لمشيئة الله جاء بصيغة الأمر حتى كأنه تحتم وقوعه مأمور به مطلوب منه.
وقرأ أبو السمال قعنب وقلَ الحق بفتح اللام حيث وقع.
قال أبو حاتم: وذلك رديء في العربية انتهى.
وعنه أيضًا ضم اللام حيث وقع كأنه اتباع لحركة القاف.
وقرأ أيضًا {الحق} بالنصب.
قال صاحب اللوامح: هو على صفة المصدر المقدر لأن الفعل يدل على مصدره وإن لم يذكر فينصبه معرفة كنصبه إياه نكرة، وتقديره {وقل} القول {الحق} وتعلق {من} بمضمر على ذلك مثل هو إرجاء والله أعلم.
وقرأ الحسن وعيسى الثقفي بكسر لامي الأمر.
ولما تقدم الإيمان والكفر أعقب بما أعد لهما فذكر ما أعد للكافرين يلي قوله: {فليكفر} وأتى بعد ذلك بما أعد للمؤمنين، ولما كان الكلام مع الكفار وفي سياق ما طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم كانت البداءة بما أعد لهم أهم وآكد، وهما طريقان للعرب هذه الطريق والأخرى أنه يجعل الأول في التقسيم للأول في الذكر، والثاني للثاني.
والسرادق قال ابن عباس: حائط من نار محيط بهم.
وحكى أقضى القضاة الماوردي أنه البحر المحيط بالدنيا.
وحكى الكلبي: أنه عنق يخرج من النار فيحيط بالكفار.
وقيل: دخان {وإن يستغيثوا} يطلبوا الغوث مما حل بهم من النار وشدة إحراقها واشتداد عطشهم {يغاثوا} على سبيل المقابلة وإلاّ فليست إغاثة.
وروي في الحديث أنه عكر الزيت إذا قرب منه سقطت فروة وجهه فيه.
وقال ابن عباس: ماء غليظ مثل دردي الزيت.
وعن مجاهد أنه القيح والدم الأسود.
وعن ابن جبير: كل شيء ذائب قد انتهى حرّه.
وذكر ابن الأنباري أنه الصديد.
وعن الحسن أنه الرماد الذي ينفط إذا خرج من التنور.
وقيل: ضرب من القطران.
و{يشوي} في موضع الصفة لماء أو في موضع الحال منه لأنه قد وصف فحسن مجيء الحال منه، وإنما اختص {الوجوه} لكونها عند شربهم يقرب حرّها من وجوههم.
وقيل: عبر بالوجوه عن جميع أبدانهم، والمعنى أنه ينضج به جميع جلودهم كقوله: {كلما نضجت جلودهم} والمخصوص بالذم محذوف تقديره {بئس الشراب} هو أي الماء الذي يغاثون به.
والضمير في {ساءت} عائد على النار.
والمرتفق قال ابن عباس: المنزل.
وقال عطاء: المقر.
وقال القتبي: المجلس.
وقال مجاهد: المجتمع، وأنكر الطبري أن يعرف لقول مجاهد معنى، وليس كذلك كان مجاهدًا ذهب إلى معنى الرفاقة ومنه الرفقة.
وقال أبو عبيدة: المتكأ.
وقال الزجاج: المتكأ على المرفق، وأخذه الزمخشري فقال: متكأ من المرفق وهذا لمشاكلة قوله: {وحسنت مرتفقًا} وإلا فلا ارتفاق لأهل النار ولا اتكاء.
وقال ابن الأنباري: ساءت مطلبًا للرفق، لأن من طلب رفقًا من جهنم عدمه.
وقال ابن عطية: قريبًا من قول ابن الأنباري.
قال: والأظهر عندي أن يكون المرتفق بمعنى الشيء الذي يطلب رفقه باتكاء وغيره.
وقال أبو عبد الله الرازي: والمعنى بئس الرفقاء هؤلاء، وبئس موضع الترافق النار. اهـ.

.قال الثعالبي:

قوله سبحانه: {وَقُلِ الحق مِن رَّبِّكُمْ}.
المعنى: وقل لهم يا محمَّد هذا القرآن هو الحقُّ، * ت *: وقد ذم اللَّه تعالى الغافلين عَنْ ذكره والمُعْرِضين عن آياته في غيرما آية من كتابه، فيجبُ الحذر مما وقَع فيه أولئك، ولقد أحسن العارفُ في قوله: غَفْلَةُ ساعةٍ عَنْ ربِّكَ مُكَدِّرة لمرآة قلبكَ، فكيف بَغْفلتكَ جميعَ عُمُرك. وقد روي أبو هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُروا اللَّهَ فِيه ولَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهمْ، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةٌ، فإنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وإِنْ شَاءَ غَفَر لَهُمْ» رواه أبو داود والترمذيُّ والنسائي والحاكم وابنُ حِبَّان في صحيحهما وهذا لفظ الترمذيِّ، وقال: حديثٌ حَسَن، وقال الحاكمُ: صحيحٌ على شرط مسلم، «والتِّرَةُ»- بكسر التاء المُثَنَّاة من فوقُ وتخفيفِ الراء- النقْصُ، وقيل: التبعة، ولفظ ابن حِبَّان: «إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ القِيَامَةِ، وإِنْ دَخَلَوا الجَنَّةَ» انتهى من السلاح.
وقوله: {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن} الآية: توعُّد وتهديد، أي: فليختر كلُّ امرىءٍ لنفسه ما يجدُه غدًا عند اللَّه عزَّ وجلَّ، وقال الداووديُّ، عن ابن عباس: {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} يقول: من شاء اللَّه له الإِيمان، آمن، ومن شاء له الكفر، كفر، هو كقوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ الله رَبُّ العالمين} [التكوير: 29] وقال غيره: هو كقوله: {اعملوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40] بمعنى الوعيد، والقولان معًا صحيحان. انتهى و{أَعْتَدْنَا} مأخوذٌ من العَتَاد، وهو الشيءُ المُعَدُّ الحاضر، والسُّرادق هو الجدار المحيطُ كالحُجْرة التي تدورُ وتحيطُ بالفسْطَاط، قد تكون من نَوْع الفُسْطَاط أديمًا أو ثوبًا أو نحوه، وقال الزَّجَّاج: السُّرَادِق: كل ما أحاط بشيء، واختلف في سُرَادِقِ النار، فقال ابن عباس: سرادقها حائطٌ من نارٍ، وقالت فرقة: سرادقها دُخَانٌ يحيطُ بالكُفَّار، وهو قوله تعالى: {انطلقوا إلى ظِلٍّ ذِي ثلاث شُعَبٍ} [المرسلات: 30] وقيل غير هذا، وروي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من طريق أبي سعيد الخدريِّ؛ أنه قال: «سُرَادِقُ النَّارِ أربَعَةُ جُدُر كِثَفُ عَرْض كُلِّ جَدارٍ مَسِيرَةُ أرْبَعيِنَ سَنَةً» والمهل قال أبو سعيد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «هو درديُّ الزيت إِذا انتهى حَرُّه»، وقال أبو سعيد وغيره: هو كلُّ ما أذيَب من ذهبٍ أو فضة، وقالت فرقةٌ: المُهْل هو الصديدُ والدمُ إِذا اختلطا، ومنه قول أبي بكر رضي اللَّه عنه في الكَفَن: «إِنما هو للمهلة»، يريدُ لما يسيلُ من المَيِّت في قبره، ويقوى هذا بقوله سبحانه: {ويسقى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ} [ابراهيم: 16] والمُرتفق: الشيء الذي يطلب رفقه. اهـ.

.قال أبو السعود:

{وَقُلْ} لأولئك الغافلين المتبعين هواهم {الحق مِن رَّبّكُمْ} أي ما أوحيَ إليَّ الحقُّ لا غيرُ كائنًا من ربكم أو الحقُّ المعهودُ من جهة ربكم لا من جهتي حتى يُتصور فيه التبديلُ أو يُمكنَ الترددُ في اتباعه وقوله تعالى: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} إما من تمام القولِ المأمورِ به والفاءُ لترتيب ما بعدها على ما قبلها بطريق التهديد لا لتفريعه عليه كما في قوله تعالى: {هذا عَطَاؤُنَا فامنن أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} وقوله تعالى: {الحق مِن رَّبّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين} أي عَقيبَ تحقق أن ما أوحي إليَّ حقٌّ لا ريب فيه وأن ذلك الحقَّ من جهة ربكم فمن شاء أن يؤمنَ كسائر المؤمنين ولا يتعللَ بما لا يكاد يصلُح للتعلل ومن شاء أن يكفرَ به فليفعلْ، وفيه من التهديد وإظهارِ الاستغناءِ عن متابعتهم وعدمِ المبالاةِ بهم وبإيمانهم وجودًا وعدمًا ما لا يخفى، وإما تهديدٌ من جهة الله تعالى والفاء لترتيب ما بعدها من التهديد على الأمر لا على مضمون المأمورِ به، والمعنى قل لهم ذلك، وبعد ذلك من شاء أن يؤمن به أو أن يصدِّقَك فيه فليؤمن ومن شاء أن يكفُر به أو يكذِّبَك فيه فليفعل، فقوله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا} وعيدٌ شديدٌ وتأكيدٌ للتهديد وتعليلٌ لما يفيده من الزجر عن الكفر أو لما يُفْهم من ظاهر التخييرِ من عدم المبالاةِ بكفرهم وقلةِ الاهتمامِ بزجرهم عنه، فإن إعدادَ جزائِه من دواعي الإملاءِ والأمهالِ، وعلى الوجه الأول هو تعليلٌ للأمر بما ذكر من التخيير التهديديِّ أي قل لهم ذلك إنا أعتدنا {للظالمين} أي هيأنا للكافرين بالحق بعد ما جاء من الله سبحانه، والتعبيرُ عنهم بالظالمين للتنبيه على أن مشيئةَ الكفر واختيارَه تجاوزٌ عن الحد ووضعٌ للشيء في غير موضعه {نَارًا} عظيمةً عجيبة {أَحَاطَ بِهِمْ} أي يحيط بهم، وإيثارُ صيغةِ الماضي للدِلالة على التحقق {سُرَادِقُهَا} أي فُسطاسُها شُبّه به ما يحيط بهم من النار، وقيل: السرادِقُ الحجرةُ التي تكون حول الفُسطاطِ، وقيل: سرادِقُها دُخانُها، وقيل: حائط من نار {وَإِن يَسْتَغِيثُواْ} من العطش {يُغَاثُواْ بِمَاء كالمهل} كالحديد المذاب، وقيل: كدُرْدِيِّ الزيت وهو على طريقة قوله: فاعتُبوا بالصَّيْلم {يَشْوِى الوجوه} إذا قدم ليُشرَب انشوى الوجهُ لحرارته. عن النبي عليه الصلاة والسلام: «هو كعَكَر الزيت فإذا قُرب إليه سقطت فروةُ وجهه» {بِئْسَ الشراب} ذلك {وَسَاءتْ} النار {مُرْتَفَقًا} متكأً، وأصل الارتفاقِ نصبُ المِرْفقِ تحت الخد وأنى ذلك في النار، وإنما هو بمقابلة قوله تعالى: {حَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}. اهـ.